كتاب مجتمع المدينة قبل الهجرة وبعدها

310…
الجميع من جهة أخرى.
الأمر الذي جعل مناهدتها للدعوة الإسلامية على الطريقة العشائرية الفوضوية، فاقدة لأكثر عناصر الصمود والفوز في الجماعة.
2 - الديانات الأخرى لم تستجمع عوامل التأثير البعيد:
أن جميع الديانات التي كانت ذات وجود في أطراف الجزيرة العربية، لم تكن تستجمع في عقائدها وشرائعها وآدابها عوامل القوة المؤثرة على المجتمع العربي إذ ذاك.
ولذلك فإنها لم تفز باستمالته وحيازة عواطفه وقناعاته، وظلت فعاليتها وقوتها مبعثرة في أطراف الجزيرة، وغير ذات كيان سياسي أو عسكري تتجمع له القوى القادرة على المصاولة والمقاتلة الناجحة على المدى الواسع والطويل.
3 - الإسلام دين مكتمل:
وعلى النقيض من ذلك، فإن الإسلام الذي جاء به محمد من عند الله، دين ارتضاه الله للعالمين وهيأ له كل الأسباب الذاتية في عقائده وتشريعاته وآدابه التي تخوله قوة التأثير على من يتعرف عليه، ومنحه من البساطة والوضوح وحسن التنظيم ما يأخذ بمجامع النفوس ويحمل على سرعة الاستجابة له.
4 - تعاطف الإسلام مع الرسل السابقين:
إن دين الإسلام العظيم يتعاطف مع جميع الرسل والأنبياء السابقين، ويحيطهم بكل معاني الإجلال والتقديس والإكبار.
بل ويسرد قصص البعض منهم وآثارهم واقوالهم سرد الخبير العليم، المطلع على ما دق وجل من أخبار حياتهم وأسس رسالتهم ومراحل دعوتهم ويطرح صوراً من سيرتهم مؤيداً لمواقفهم ومقدراً لمعتقداتهم.

الصفحة 310