كتاب مجتمع المدينة قبل الهجرة وبعدها

311…
5 - إنه يتبنى معتقداتهم:
وإنه لم يكتف بالتعاطف مع أولئك الرسل والنبيين وتقدير مواقفهم وتأييد معتقداتهم.
بل ركز على تبنيها والدعوة لها خالصة مما اعتراها لاحقاً من الشوائب أو أصابها من التحريف أو التزييف على أيدي أتباعها، وذلك باسلوب حكيم ومنطق راشد سديد معزز بالوثائق والأدلة والبراهين التي لا يملك العقل تجاهها إلا التسليم والخضوع.
6 - نزول شرائع الإسلام منجمة:
على أنه كان يطرح عقائده وتشريعاته وأوامره ونواهيه وحدوده وآدابه وأخباره وقصصه، منجمة وحسبما تقتضيه الوقائع والأحداث ومتطلبات الظروف ومصالح الناس.
فكان يترك في النفوس أثره العجيب وسحره الغريب ويستلها استلالاً مما هي فيه ضلال وفساد، ويدفعها دفعاً غلى الإيمان به والانخراط بجماعته.
7 - إنه من عند الله:
ويزيد من نضارته وفاعليته أن كل الذي كان يطرحه من معتقد وفكر وتشريع وأدب وتوجيه وحكم، أو يلفت النظر غليه من ىيات الكون وبديع الصنع كان مشفوعاً بما يؤكد أنه ليس من عند بشر، بل هو من عند خالق البشر ومانح القوى والقدر، سواء كان في البيان المعجز، أو في السياق المبدع، أو في وقت النزول، أو فميا كان يحتويه من عجيب الحديث وصادق الخبر وسوى ذلك.
8 - القرآن المعجز:
على أنالكتاب العظيم الذي كان يساند دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو القرآن…

الصفحة 311