32…العجلان رئيس الخزرج وحالفه وأقام معه، ثم قتله بعد أن شتمه فثارت الثائرة بين الأوس والخزرج بسبب هذا القتل وبسبب دفع دية القتيل ثم وقعت الحرب.
ثم اتفقوا على أن يضعوا حكماً بينهم فاختاروا المنذر بن حرام النجاري الخزرجي وهو جد حسان بن ثابت، فحكم بينهم بأن يؤدوا لكعب دية الصريح ثم يعودوا إلى سنتهم القديمة.
وهي دفع نصف الدية عن الحليف.
فرضوا وتفرقوا، ولكن بعد أن تمكنت العداوة في نفوس الطرفين (1).
واشتعلت نيران حرب أخرى بين الأوس والخزرج بسبب امرأة من بني سالم، فكانت بين جحجبا من الأوس وبين مازن بن النجار من الخزرج فدارت الدائرة فيها على بني جحجبا وانهزموا (2) وثارت نيران الحرب كذلك بين عمرو بن عوف من الأوس وبني الحارث من الخزرج بسبب مقتل رجل من بني عمرو.
وقد عرفت هذه الحرب باسم يوم السرارة.
وكان على رأس الأوس يومذاك حضير بن سماك وهو والد أسيد.
كما كان على رأس الخزرج عبد الله بن ابي بن سلول.
وقد انتهت هذه الحرب بين الطرفين بانصراف الأوس إلى دورها.
فاعتبرت الخزرج ذلك نصراً لها (3).
ثم كانت بينهم حرب بني وائل بن زيد من الأوس وبني مازن بن النجار من الخزرج، وحرب بني ظفر الأوسيين وبني مالك الخزرجيين.
وحرب قارع، وحرب حاطب، ويوم الربيع، وحرب الفجار الأولى.
وهي غير حرب الفجار التي وقعت بين قيس وكنانة بمكة.
ثم حرب معبس…
__________
(1) الكامل لابن الأثير 1/ 277.
(2) المصدر نفسه.
(3) الكامل لابن الأثير 1/ 276 وما بعدها.