33…ومضرس بين الأوس والخزرج قبل الهجرة بخمس سنوات (1).
يوم بعاث:
وفي هذا اليوم قالت السيدة عائشة رضي الله عنها:
"كان يوم بعاث يوماً قدمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم، فقدم رسول الله، وقد افترق ملؤهم وقتلت سرواتهم وجرحوا، قدمه الله لرسوله في دخولهم الإسلام.
ولقد كان سيد الخزرج يوم بعثا عمرو بن النعمان بن صلاءة بن عمرو بن أمية بن عامر بن بياضة.
أما سيد الأوس فكان حضير الكتائب بن سماك بن عتيك بن امرئ القيس بن يزيد بن عبد الأشهل.
وقد حشد للأوس في هذا اليوم مزينة من أحياء طلحة بن إياس وقريظة والنضير من اليهود.
وحشد للخزرج اشجع من غطفان وجهينة من قضاعة.
وقد قتل في هذا اليوم رأس الخزرج عمرو فانهزمت الخزرج وانتصرت الأوس (2).
وفي هذا اليوم العصيب على القبيلتين، ركز سيد الأوس رمحه في قدمه ليثبت في الميدان وليحمل قومه علىالثبات معه.
وقال: ترون أرف؟ وقد قتل يومئذ.
ولقد كان لهذا اليوم آثاره العميقة في نفوس القبيلتين الأوس والخزرج حتى بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ورسوخ مفاهيم الإسلام العظيم في قلوبهم، فكانت تحركهم أخباره وتسعر مشاعرهم.
وكثيراً ما كانت تدفع بهم إلى بعض المنازعات التي كان يبادر الإسلام إلى وأدها وهي ما تزال في المهد.
…
__________
(1) المصدر نفسه 280 وما بعدها.
(2) المصدر نفسه وابن هشام من 385 وابن خلدون 2/ 289 وما بعدها.