كتاب مجتمع المدينة قبل الهجرة وبعدها

41…
الفصل الثالث يثرب وجوارها
لا يسعنا وقد تكلمنا عن سكان يثرب من العرب واليهود، وأشرنا إلى نوع علاقاتهم بعضهم مع البعض، وذكرنا طرفاً من خصالهم وطباعهم وعقائدهم، إلا أن نلم إلمامةً خاطفة بصورة عن هذه العلاقة بين سكان يثرب عامة وجوارها من القبائل والأعراب.
وبخاصة وأن الأعراب من البدو الرحل كانوا كثيراً ما ينيخون حولها ويقيمون فترات طويلة، إما للإستفادة من مناخ المنطقة، أو للعمل مع سكان المدينة فميا يعود عليهم ببعض المنافع اليومية.
والواقع أن يثرب كانت لوفرة مياهها كما قلنا سالفاً وخصب أرضها وطراوة مناخها وهوائها وكثرة أشجارها، تستهوي العديد من القبائل وتستميلهم.
فكانوا يطمعون في خيراتهم ويتطلعون إلى الإستحصال على شيء منها عن طريق العمل المأجور، أو عن طريف الغزو والعدوان والسلب والنهب.

الصفحة 41