48…وتسيل فيها المياه الغزيرة فضلاً عن الآبار التي احتفرها السكان، والعيون المتفجرة فيها في أكثر من مكان، تدفع سكانها دفعاً إلى العمل بالزراعة ابتغاءً للرزق وكفاية حاجات العيش.
ومن هنا كثرت في المدينة البساتين، وغابات النخيل، وتنوعت فيها اصناف المزروعات والثمار.
حتى رأينا آيات القرآن الكريم المدنية بالذات يكثر فيها من ضرب الأمثال المركبة من معانٍ مرتبطة بالأرض وما يخرج منها من حب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان وزيتون ورمان وعنب وتمر، يقول الله تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) (1) ويقول: (ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتاً من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير) (2) ويقول: (وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً ومن كل الثمارت جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون، وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوانٍ يسقى بماء واحدٍ ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) (3).
وهذه الآيات وأمثالها الواردة في القرآن موزعة حسب الاقتضاء تلفت النظر إلى ما كان للأرض من أهمية عند سكان المدينة بالخصوص والجزيرة العربية على العموم، كما تلفت النظر إلى بالغ ما كان سكان…
__________
(1) البقرة/ 261.
(2) البقرة/ 265.
(3) الرعد/ 3 - 4.