50…أصحاب أرض وخبرة في معاملتها، فيزرعون أو يزارعون، ويشتغلون مكارين عند من يملكون الأرض.
التجارة:
على أن الزراعة وحدها لم تكن لتكفي في سداد حاجاتهم من المؤونة والغذاء والكساء، ولذلك فقد كانت ظروفهم المعيشية تضطرهم للبحث عن مجالات أخرى ينشطون فيها بحثاً عن الكسب والإرتزاق كالتجارة والصناعة.
ولقد أشرنا من قبل، إلى أن المدينة تقع على طريق القوافل التي كان يستخدمها التجار من أهل مكة وغيرهم في طريقهم إلى الشام والعودة منها، لاستيراد الأغذية والأكسية وأنواع العور والبخور وغير ذلك من البضاعات وأصناف المؤن التي يقصدون إلى التجارة بها، ففتح ذلك الآفاق أمام سكان المدينة في هذا المرفق الحيوي، فضربوا فيه بسهم كبير، ووفروا لأنفسهم منه ولأهليهم الكثير من الربح، كما اكتسبوا الفوائد ادتماعية والحضارية الجمة عن طريق التعرف إلى مختلف الشعوب وعاداتهم وأخلاقهم وثقافاتهم وتجاربهم.
شيوع المراهنة والربا:
ولقد وفرت هذه التجارة لبعض سكان المدينة المال فكان منهم أغنياء، فزين لهم الشيطان سوء عملهم، فاندفعوا في استغلال حاجة الفقراء أو أصحاب الحاجات من مالكي الأرض ذات المساحات القليلة أو الإنتاج الضئيل فيلجئونهم إلى الإستدانة نظير رهن يقدمونه.
أو يضطرونهم إلى بيع ثمار نخلهم وأعنابهم ومحاصيلهم مزابنة أي والثمر ما يزال في رؤوس النخيل يمثر كيلاً، وعن مالك هو كل جزاف لا يعلم…