53…في الغالب ممارسة الصيد فيه.
وإن كانت ميسرة للذين يسكنون المناطق الساحلية.
ولعل البعض منهم كان ينتقل إلى الجهات الساحلية ويقصد صيد البحر، وبخاصة وأن طريقهم إلى الحنوب، وإلى مكة قد يكون ساحلياً.
وقد أتى القرآن الكريم على ذكر صيد البحر، مما يشير إلى أن العرب قاطبة وسكان المدينة خاصة كانوا يعرفون هذا النوع من الصيد وربما كانوا يزاولونه في حياتهم بعض الأحيان.
يقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم) إلى أن يقول: (أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعاً لكم وللسيارة وحرم عليك صيد البر ما دمتم حرماً واتقوا الله الذي إليه تحشرن) (1).
ومما يساعد على تقبل احتمال مساحله بعض سكان المدينة في تنقلهم وترحالهم بين المدينة زمكة وجدة ما رواه البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي عبيدة ونحن ثلاثمئة وبعضة عشر، وزودنا جراباً من التمر، فأعطانا قبضة قبضة، فلما أنجزنا أعطانا تمرة تمرة، حتى إن كنا لنمصها كما يمص الصبي ونشرب عليها الماء، فلما فقدناها وجدنا فقدها حتى إن كنا لنخبط الخبط بفسينا ونسفه ثم نشرب عليه من الماء حتى سمينا جيش الخبط ثم أجزنا الساحل، فإذا دابة مثل الكثيب يقال له العنبر.
فقال أبو عبيدة:
ميتة لا تأكلوه ثم قال: جيش رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله، ونحن مضطرون، كلوا باسم الله فأكلنا منه.
وجعلنا منه وشيقة [وهي لحم يغلى قليلاً ثم يقدد ويحمل في الأسفار] ولقد جلس في موضع عينه ثلاثة عشر رجلاً،…
__________
(1) المائدة: 94 - 96.