كتاب الشهادة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية

ثمَّ ذكر الْعَيْنِيّ وَفَاة ابْن تَيْمِية وَكَثْرَة الْخَلَائق فِي جنَازَته ومرثية عمر ابْن الوردي فِيهِ ثمَّ قَالَ
وَفِيه يَقُول الْعَلامَة أثير الدّين أَبُو حَيَّان رَحمَه الله تَعَالَى ... قَامَ ابْن تَيْمِية فِي نصر شرعتنا ... مقَام سيد تيم إِذْ عَصَتْ مُضر
فأظهر الْحق إِذْ أثاره درست ... وأخمد الشَّرّ إِذْ طارت لَهُ الشرر
كُنَّا نُحدث عَن حبر يَجِيء فها ... أَنْت الإِمَام الَّذِي قد كَانَ ينْتَظر ...
وَمثل الإِمَام أبي حَيَّان إِذا شهد لَهُ بِأَنَّهُ نَاصِر الشَّرِيعَة ومظهر الْحق ومخمد الشَّرّ وَأَنه هُوَ الإِمَام الَّذِي كَانُوا ينتظرون مَجِيئه كَفاهُ مدحا وتزكية
فَإِذا كَانَ هَذَا الإِمَام بِهَذَا الْوَصْف بِشَهَادَة هَذَا الْعَلامَة وبشهادة غَيره من الْعلمَاء الْكِبَار فَمَا يَتَرَتَّب على من يُطلق عَلَيْهِ الزندقة أَو ينبزه بالْكفْر وَلَا يصدر هَذَا إِلَّا عَن غبي جَاهِل أَو مَجْنُون كَامِل فَالْأول يُعَزّر بغاية التَّعْزِير ويشهر فِي الْمجَالِس غَايَة التشهير بل يؤبد فِي الْحَبْس إِلَى أَن يحدث التَّوْبَة وَيرجع عَن ذَلِك بِأَحْسَن الأوبة وَالثَّانِي يداوى بالسلاسل والأصفاد وَالضَّرْب الشَّديد بِلَا أعداد
وَهَذَا كُله من فَسَاد أهل هَذَا الزَّمَان وتواني وُلَاة الْأَمر عَن إِظْهَار الْعدْل وَالْإِحْسَان وَقطع دابر المفسدين واستئصال شأفة المدبرين حَيْثُ يتَصَدَّى جَاهِل غبي يَدعِي أَنه عَالم يثلب أَعْرَاض عُلَمَاء الْمُسلمين وَلَا سِيمَا الَّذين مضوا إِلَى الْحق وَبِه كَانُوا عادلين
وَهَذَا الإِمَام مَعَ جلالة قدره فِي الْعُلُوم نقلت عَنهُ على لِسَان جم غفير من النَّاس كرامات ظَهرت مِنْهُ بِلَا التباس وأجوبة قَاطِعَة عِنْد السُّؤَال من المعضلات من غير توقف بِحَالَة من الْحَالَات

الصفحة 79