كتاب الشهادة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية

الْإِنْسَان عِنْد كل منظر وَسمع وخلاصة أهل الْفرق وَالتَّمَيُّز وكشاف أسرار البلاغة بِاللَّفْظِ الْوَجِيز إِذا أتعب رَاحَته بقلم الْفتيا أراح أَرْوَاح أهل الدُّنْيَا ... حبر إِذا مد اليراع جرى الندى ... من راحتيه فضائلا وعجائبا
كالبحر يقذف للقريب جواهرا ... جودا وَيبْعَث للبعيد سحائبا ...
المتحلي كَلَامه بقلائد العقيان ونظامه ببلاغة قس وفصاحة سحبان كَيفَ لَا وَهُوَ الفصيح الَّذِي إِن تكلم أجزل وأوجز وأسكت كل ذِي لسن ببلاغته وأعجز بل الْبَحْر الَّذِي جرت فِيهِ سفن الأذهان فَلم يدْرك قراره وَعجز النظراء والبلغاء فَلم يخوضوا تياره مَا برز فِي موطن بحث إِلَّا برز على الأقران وَلَا أجْرى جِيَاد علومه إِلَى غَايَة إِلَّا كَانَت مُطلقَة الْعَنَان وَلَا أخبر عَن فَضله من رَآهُ إِلَّا تمثل ب لَيْسَ الْخَبَر كالعيان سَارَتْ بتصانيفه الركْبَان وتفنن بمدحها أولُوا الفخامة والشان ... تصانيف قد أنشأ بِحسن براعة ... وَحسن عِبَارَات كدر تنضدا
فَسَار بهَا من لَا يسير مشمرا ... وغنى بهَا من لَا يُغني مغردا ...
فَإِن كنت تعرف الْحق عرفت أَهله أَو تَدْرِي مَا الْفضل أدْركْت فَضله إِلَّا أَن تكون ذَا عصبية وحمية فتجحد بالهوى فَضَائِل ابْن تَيْمِية وتعمى عَن لمعان أنواره البهية شعر ... إِذا لم يكن للمرء عين صَحِيحَة ... فَلَا غرو أَن يرتاب وَالصُّبْح مُسْفِر
وَمن يتبع لهواه أعمى بَصِيرَة ... وَمن كَانَ أعمى فِي الدجا كَيفَ يبصر ...
فطالع كِتَابه الْكَوَاكِب الدرية فِي الرَّد على الروافض والإمامية تَجِد الْعجب أَو الرَّد على الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَأهل الْبدع يداخلك الطَّرب ومواعظه تَجِد فِيهَا حِكْمَة لُقْمَان أَو فَتَاوِيهِ تَجِد عِنْدهَا أَبَا حنيفَة النُّعْمَان أَو

الصفحة 88