كتاب تصويبات في فهم بعض الآيات

وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ في الْأرْضِ}.
ولهذا أغرق الله فرعون، وأورث بني إسرائيل -المؤمنين الصالحين-
الأرض: {فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ}.
بهذه الشروط ورث اليهود البلاد، ولهذه الأسباب كتب الله لهم الأرض المقدسة، وقد وردت آية تشير إلى سنة ربانية لا تتخلف في موضوع الأرض ووراثتها. وقد أبلغ الله بني إسرائيل هذه السنّة، على لسان نبيهم داود عليه السلام.
قال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ}.
أخبر الله اليهود بهذه السنة الربانية حول الأرض ووراثتها، في أوج قوة دولتهم، وقمة تقدمهم وتممكينهم في الأرض المقدسة. إن الأرض -ومنها الأرض المقدّسة- لكم إذا كنتم صالحين عابدين لله، فإذا خالفتم هذا العهد فلا حقَّ لكم فيها، وسوف يأتي الله بقومٍ عابدين صالحين، ليورثهم إياها.
وجاء الله بقومٍ عابدين صالحين هم المسلمون، وأورثهم ما كان يملكه اليهود، سواءٌ في المدينة وما حولها، أو بلاد الشام ومدنها.
قال تعالى: {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ

الصفحة 139