كتاب تصويبات في فهم بعض الآيات

وقد يقوم ببعض الأمور الخيرية، وُيقدم أموالاً لمشاريع خيرية. وطالما أن القرآن يقرر عدم قبولها يوم القيامة فماذا يأخذ صاحبها عليها؟ هل تُلغى في الدنيا كذلك؟ وهل يخرج منها صفر اليدين؟ إن هذا لا يتفق مع عدل الله الذي لا يضيع شيئاً!.
نقول: لا يعني هذا عدم قبولها منهم في الدنيا، بمعنى أن الله لا يحاسبهم عليها في الدنيا.
إن الله يحاسب هؤلاء على أعمالهم في الدنيا، ويثيبهم عليها في الدنيا، ويكون هذا من باب تعجيل حسناتهم لهم في الدنيا، لأنها غير مقبولة يوم القيامة. ويكون هذا الثواب في صورة تيسير سبل الحياة التي يعيشونها، كأنْ يوسِّع لهم في الرزق، ويمتّعهم بصحة الأبدان، والتوسع في العمران، وكثرة الأموال والثمرات. فإذا بقي لأحد هؤلاء الكافرين عند ربه حسنات، سهَّل الله عليه الموت، حتى يموت وليس له عند الله حسنة واحدة. لأنه سيذهب إلى نار جهنم يوم القيامة.
بينما المسلم إذا أذنب ذنوباً، عاجله الله بالعقوبة في الدنيا -إن أراد العفو يوم القيامة- فضيَّق عليه في رزقه وحياته، وابتلاه بالأمراض والغمّ والهمّ والحزن والألم، فإذا بقي عليه سيئاتٍ، شدّد الله عليه الموت، بحيث يموت نظيفاً وليس عليه سيئة واحدة.
***

الصفحة 153