كتاب تصويبات في فهم بعض الآيات

وأفعاله، ولذلك فهو جهلٌ محضٌ، وخطأٌ ظاهر، لا يملكون حجةً ولا برهاناً ولا دليلاً.
4 - فإذا كان قد أكذبهم، وأبطل زعمهم، وبيَّن أنه لا يأمر بالفحشاء أبداً. فما هو الذي يأمر الله به ويريده، ويطلبه من المخلوقين؟
إنه القسط والعدل والحق والصواب، {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالقِسْط}.
إنها العبادة والطاعة والإخلاص والتضرع إلى الله {وَأَقيموا وَجوهَكُمْ عِنْدَ كُلً مَسْجِد وَادْعوُه مُخْلِصينَ لَهُ الدّين}.
5 - إن هؤلاء العصاة والكافرين متبعون للشيطان لا للرحمن، منفذون الشيطان وتعاليمه، إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله، ويحسبون أنهم مهتدون. إن الشيطان هو الذي أمرهم بالفواحش والمعاصي والكفر والضلال، فلماذا يُسندون هذا الأمر إلى الله الذي لا يأمر بالفحشاء؟.
وكيف عرفوا أن الله أمرهم بالفحشاء؟ هل اطَّلعوا على الغيب؟ هل قرأوا ما في علم الله وقدره ومشيئته؟ هل وقفوا على ما قدَره الله عليهم في اللوح المحفوظ؟ إن هذا كله مستحيل. وقد أبطل القرآن مزاعم هؤلاء في موضع آخر:
{سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ (148) قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ}.

الصفحة 157