كتاب قواعد التجويد على رواية حفص عن عاصم بن أبي النجود

4 القبيح: هو ما تعلق ما قبله بما بعده في اللفظ والمعنى واشتد تعلقه بحيث أن كلًا من الجملتين لا تشكل بنفسها جملة مفيدة. وهو يتفاوت، وأشده قبحًا ما أحدث خللًا في المعنى وأوهم معنى فاسدًا.
وكما يكون القبح في الوقف يكون في الابتداء:
مثاله: في الوقف {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي} {لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ} .
{إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى} .
{مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِل} .
{وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ} .
ومثاله في الابتداء { ... يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} { ... إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} .
{..الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ} {..عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} {..إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ} .
فكل هذا ونحوه جلي القبح؛ لأنه يحيل المعنى ويفسده، ويوهم معنى آخر غير مراد، فيجب الاحتراس منه فإن تعمده القارئ أثم، وربما أفضى به مثل هذا إلى الكفر.
ومن الوقوف القبيحة أيضًا، كل وقف يفصل بين جزأي المعنى، وبين المترابطين لفظيًا، كالفصل بين إن واسمها وخبرها، وبين الحال وصاحبها، والموصول وصلته، والجار والمجرور ومتعلقهما، والفعل وفاعله ومفعوله.

الصفحة 111