كتاب عجالة الراغب المتمني في تخريج كتاب «عمل اليوم والليلة» لابن السني (اسم الجزء: 2)

مجلسًا (¬1) كثر فيه لغطه، ثم قال قبل أن يقوم: سبحانك اللهمّ، وبحمدك،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقال في "الفتح" (13/ 545): "وأما من صحّحه؛ فإنَّه لا يرى هذا الاختلاف علّةَ قادحةَ، بل يجوز أنه عند موسى بن عقبة على الوجهين".
وتابع موسى على روايته:
1 - محمد بن أبي حميد: عند الطبراني في "الدعاء" (1913)، ومحمد؛ متروك.
2 - إسماعيل بن عياش: عند الفريابي في كتاب "الذكر"؛ كما في "النكت" (2/ 722).
وإسماعيل؛ ضعيف في روايته عن أهل الحجاز، وسهيل مدني.
وقد قال أبو حاتم؛ كما في "العلل" (2/ 196): "فما أدري ما هذا؟! نفس إسماعيل ليس براوية عن سهيل، إنما روى عنه أحاديث يسيرة".
3 و 4 ـ عاصم بن عمر، وسليمان بن بلال عند الدارقطني في "الأفراد"؛ كما في "النكت" من رواية الواقدي عنهما. والواقدي؛ متّهم.
وللحديث طريق أخرى: فأخرجه أبو داود (4858)، وابن حبان في "صحيحه" (593 ـ إحسان)، والطبراني في "الدعاء" (1915)، والمزي في "تهذيب الكمال" (ق 808) من طريق عمرو بن الحارث عن عبد الرحمن بن أبي عمرو عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعًا.
قلت: وعبد الرحمن هذا؛ مقبول؛ كما في "التقريب"، وله مناكيرة كما قال الذهبي في "الميزان".
وقد خولف فيه؛ فأخرجه أبو داود (4857)، والطبراني في "الدعاء" (1915)، وابن بشران في "الأمالي" (135/ 291)، وابن حبان والمزي من طريق عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن سعيد المقبري عن عبد الله بن عمرو موقوفًا.
قال ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 196): "هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو موقوف أصح".
وبالجملة؛ فالحديث لا يصح من طريق أبي هريرة - رضي الله عنه -؛ ولهذا قال أبو حاتم الرازي؛ كما في "العلل" لابنه (2/ 195): "لا أعلم روي هذا الحديث عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - في شيء من طرق [حديث] أبي هريرة" أ. هـ.
وقد قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "النكت على ابن الصلاح" (2/ 726) خاتمًا الكلام على هذا الحديث: "وبهذا التقرير؛ يتبين عظم موقع كلام الأئمة المتقدمين، وشدّة فحصهم، وقوّة بحثهم، وصحّة نظرهم، وتقدمهم بما يوجب المصير إلى تقليدهم في ذلك والتسليم لهم فيه، وكل من حكم بصحة الحديث مع ذلك إنما
¬__________
(¬1) في "هـ" و"ل": "في مجلس".

الصفحة 510