كتاب عجالة الراغب المتمني في تخريج كتاب «عمل اليوم والليلة» لابن السني (اسم الجزء: 2)

لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك؛ غفر له ما كان في مجلسه ذلك".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مشى فيه على ظاهر الإسناد كالترمذي وكأبي حاتم ابن حبان، فإنه أخرجه في "صحيحه" وهو معروف بالتساهل في باب النقد، ولا سيما كون الحديث المذكور في فضائل الأعمال، والله أعلم" أ. هـ.
وهذه من جواهر ودرر علم الحافظ - رحمه الله -؛ فعض عليها بالنواجذ.
لكن للحديث شواهد يصح بها:
منها: عن عائشة - رضي الله عنها -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا جلس مجلسًا أو صلى صلاة تكلم بكلمات، فسألت عائشة عن تلك الكلمات، فقال: "إن تكلم بخير كان طابعًا عليهن إلى يوم القيامة، وإن تكلم بغير ذلك كان كفّارة له: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك".
أخرجه النسائي في "المجتبى" (3/ 71 - 72)، و"الكبرى" (1/ 399/ 1267)، و"عمل اليوم والليلة" (308 و 400)، وأحمد (6/ 77)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 290)، والطبراني في "الدعاء" (3/ 1656 - 1657/ 1912)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 435/ 629)، والسمعاني في "أدب الإملاء" (ص 75)، وابن حجر في "فتح الباري" (13/ 546) من طريق خلاد بن سليمان عن خالد بن أبي عمران عن عروة عن عائشة به.
قال الحافظ في "الفتح" (13/ 545): "وسنده قوي".
وقال في "النكت" (2/ 733): "إسناده صحيح".
وصححه شيخنا العلامة الألباني - رحمه الله - في "الصحيحة" (3164).
وشاهد آخر من حديث السائب بن يزيد بنحوه: أخرجه أحمد (3/ 450)، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/ 183/ 6673)، والطحاوي (4/ 289)، وسمويه في "فوائده"؛ كما في "النكت" (2/ 731) عن الليث بن سعد عن يزيد بن الهاد عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد به.
قال الحافظ: "رجاله ثقات أثبات والسائب قد صح سماعه من النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فالحديث صحيح، والعجب أن الحاكم لم يستدركه مع احتياجه إلى مثله وإخراجه لما هو دونه".
وقال في "الفتح" (13/ 545): "سنده صحيح".
وآخر من حديث جبير بن مطعم: أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (424)، والطبراني في "المعجم الكبير" (2/ 138/ 1586)، و"الدعاء" (3/ 1660/ 1919)، وابن أبي عاصم في "الدعاء"؛ كما في "النكت" (2/ 735) من طريق عبد الجبار بن العلاء عن سفيان بن عيينة عن محمد بن عجلان عن مسلم بن أبي مرة وداود بن قيس عن نافع بن جبير عن أبيه جبير بن مطعم به.

الصفحة 511