كتاب مختصر الصارم المسلول لابن تيمية - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد

17 أ
سبه أن (1) يقول:" أنا اعتقده دينا. ؤحينئذ فنقول:
التكلم في تمثيل سبه وذكر صفة (2) ذلك مما يثقل على القلب
واللسان، ونحن نتعاظم أن نفوه بذلك؛ لكن للحاجة إلى الكلام فنحن
نفرض الكلام قي أنواع السبّ مطلقا من غير تعيين، والفقيه يأخذ حطه
من ذلك فنقول:
السبّ نوعان: دعاء وخبر، اما الدعاء: فمثل أن يقول القائل لغيره
من الناس: لعنه الله، قئحه الله، أخزاه الله، لا رحمه الله، لا رضي الله
عنه، قطع الله دابره، فهذا سحث للأنبياء ولغيرهم، وكذلك لو قال عن
نبيئ: لا صلى الله عليه ولا سلم، او: لا رفع الله ذكره، أو: محى الله
اسمه، ونحو ذلك من الدعاء بما فيه ضرر في الدنيا و قي الدين أو في
الاخرة، فهذه كفه إذا صدر من مسلم / أو من معاهد فهو سب، فيقتل
المسلم بكل حال، والذمي يقتلى بذلك ذا أظهره.
فأما إن أظهر الدعاء له وأبطن الدعاء عليه بطانا يعرف من لحن
القول، بحيث يفهمه بعض الناس دون البعض، مثل قوله: "السام
عليكم " ذا أخرجه مخرج التحية، و ظهر أنه يقول: "السلام"؛ ففيه
قولان:
احدهما: أنه من السبّ الذي يقتل به، وإنما كان عفو النبي جميم عن
اليهودي حين حئاه بذلك حال ضعف الاسلام، لما كان مأمورا بالعفو،
وهذا قول طائفة من المالكية والشافعية والحنبلية (3).
__________
(1)
(2)
(3)
غير محررة في الاصل، وفي "الصارم" كما هو مثبت.
"الصارم ": "صفته "ا
انظر "الشفا": (2/ 415 - 416)، و"فتح الباري ": (293/ 12 - 294).
108

الصفحة 108