كتاب مختصر الصارم المسلول لابن تيمية - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد

والقول الثاني: أنه ليس من السبّ الذي يثقض العهد؛ لانهم لم
يطهروا السبّ ولم يجهروا يه، وانما أظهروا التحئة والسلام لفظا وحالا
وحذفوا "اللام" حذفا خفيا يفطن له بعض السامعين، وقد لا يفطن
له (1)، ولهذا أمرنا ن نرد عليهم، وجعل ذلك شرعا باقيا فينا، وهذا
قول جماعة من المتقدمين من اصحابنا وغيرهم.
ولا يقال: هذا دعاء بالموت وهو حق ليس بسب. فإن الدعاء على
المسلمين بالموت وترك الدين من أعظم السبّ، كما ن الدعاء بالصحة
والسلامة كرامة.
النوع الثاني (2): الخبر، فكل ما عذه الناس شتما وسبا و تنفصا،
فإنه يجب يه القتل كما تقدم، فإن الكفر ليس مستلزما للسمت، والكلمة
الواحدة تكون في حال سبا وفي حال ليست بسب، فعلم أنه يختلف
باختلاف الناس و لاحوال والاقوال، واذا لم يكن للسبّ حد لغوي ولا
شرعي رجع فيه إلى العرف، فما كان سيا في عرف الناس حمل عليه
كلام الصحابة والعلماء والا فلا، ونحن نذكر من ذلك أقساما فنقول:
لا شك أن إظهار التنفص والاستهزاء به عند المسلمين سب؛
كالتسمية باسم الحمار والكلب، أو وصفه بالمسكنة والخزي والمهانة،
والاخبار بأنه في العذاب و ن عليه اثام الخلائق، وكذلك إظهار التكذيب
على وجه الطعن في المكذب؛ مثل وصفه بأنه ساحر خادع محتال، وأنه
يضر من اتبعه، فإن نظم ذلك شعرا فهو أبلغ في الشتم، فإنه يحفظ.
__________
(1)
(2)
في "الصارم": (3/ 07 10): (وقد لا يفطن له الاكشرون".
"الصارم ": (3/ 9 0 0 1).
109

الصفحة 109