كتاب مختصر الصارم المسلول لابن تيمية - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد

فصل (1)
فإن سعث موصوفا بوصف أو مسفى باسم، وذلك يقع على الله أو
بعض رسله، لكن ظهر أنه لم يقصد ذلك ولم يرده، فهذا القول وشبهه
حرام في الجملة، يستتاب صاحبه منه ن لم يعلم تحريمه، ويعزر مع
العلم تعزيرا بليغا، لكن لا يكفر ولا يقمل.
مثاله: من سبّ الدهر أو الزمان الذي فرق بيته وبين الأحبة،
ويعتقد أن فاعل ذلك هو الدهر، وفاعله حقيقة نما هو الله -تعالى-
فيقع الستث عليه من حيث لم يعتمده، والى هذا أشار لمجتي! بقوله: "لا
تسئوا الذهر فإن الله هو الذهر" (2).
وكذلك: من سعث رجلا وقال: يا ابن كذا وكذا لى آدم، فقد تى
عظيما، مع انه يدخل فيه نوح وادريس وشيث وغيرهم من النبيين،
ومثل هذا العموم في هذه الحال لا يقصد به الأنبياء.
وكذلك قال ابن أبي زيد فيمن قال: "لعن الله العرب وبني سرائيل
وبتي آدم" لم يرد الانبياء وانما أراد الظالمين منهم = عليه الادب بقدر
اجتهاد السلطان (3)، وذهب قوم لى قتله، وهذه مسألة الكرماني (4)،
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
" ا لصا رم ": (3/ 2 4 0 1).
رواه مسلم رقم (2246) من حديث ابي هريرة -رضي الله عنه -.
انظر "الشقا": (2/ 437).
هي المتقدمة قريبا في قول القائل: "يا ابن كذا وكذا إلى ادم. . .".وانظر "الشفا":
(438/ 2).
115

الصفحة 115