كتاب مختصر الصارم المسلول لابن تيمية - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد

فمن غيظ بهم فقد شارك الكفار فيما أذلهم الله به وأخزاهم وكبتهم، ومن
شارك الكفار فيما كبتوا به جزاء لكفرهم فهو كافر مثلهم؛ لان المومن لا
يكبت جزاء للكفر. يوضحه انه عقق الحكم بوصف مشتق مناس!؛ لأن
الكفر مناسب لان يغاض صاحبه، فاذا كان هو الموجب لان يغاظ. صاحبه
بأصحاب محمد، فكل من غاضه الله بهم فقد وجد في حثه موجب ذاك
وهو الكفر، وهذا معنى قول الامام احمد "ما أراه على الاسلام " (1) - يعني
الرافضي -.
ومن ذلك قوله جمي!: "من ابغضهم فقد ابغضني، ومن اذاهم فقد
اذاني، ومن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل
الله منه صرفا ولا عدلا) " (2)، وأذى الله ورسوله كفر، وبهذا يطهر الفرق
بين أذاهم قبل استقرار الصحبة وأذى سائر المسلمين، وبين أذاهم بعد
ثبوت الصحبة، فإن من كان على صحبته ومات عليها فان أذاه أذى
مصحوبه، قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "اعتبروا الناس
بأخدايهم" (3)، كما قيل:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرلنه فكل قرين بالمقارن يقتدي (4)
وقال مالاش: هولاء قوم أرادوا قدج الرسول فما أمتكهم فقدحوا في
أصحابه، حتى يقال: رجل سوء كان له أصحاب سوء.
قال ابن عمر: "لا تسبوا اصحاب محمد، فان مقام أحدهم خير
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
كما تمدم ص/ 118.
مضى تخريجه. ص/ 120.
رواه ابن بطة فى "الابانة": (2/ 439) تحقيق رضا نعسان.
البيت لعدي بن زيد العبادي، انظر "عيون الأخبار":
المجال! ": (1/ 2/ 705).
122
(3/ 79)، و"بهجة

الصفحة 122