كتاب مختصر الصارم المسلول لابن تيمية - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد

باطنة تسقط الأعمال المشروعة، ونحو ذلك، وهذا قول القرامطة
والباطنية، ومنهم التناسخيه، ولا خلاف في كفر هولاء كفهم.
وأما من سئهم سثا لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم، مثل وصف
بعضهم ببخل، أو جبن، أو قلة علم، أو عدم زهد، ونحوه، فهذا
يستحق التأديب والتعزير، ولا يكفر، وعلى ذلك يحمل كلام من لم
يكفرهم من العلماء.
وأما من لعن وقئح مطلقا؟ فهذا محل الخلاف، لترذد الأمر بين
لعن الغيظ، ولعن الاعتقاد.
وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم: أنهم ارتدوا بعد رسول الله لا
نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر، أو أنهم فسقوا؛ فلا ريب -أيضا - في
كفر قائل ذلك، بل من شك في كفره فهو كافر.
وهولاء قد ظهر لله فيهم مثلات، وتواتر أن وجوههم تمسخ خنازير
في المحيا والممات (1).
وبالجملة؟ فمن أصناف الشابه من لا ريب في كفره، ومنهم من
لايخكم بكقره، ومنهم من يمردد فيه، وليس هذا موضع الاستقصاء في
ذلك، ولو تقضيناه، لطال جدا؟ لكن هذا بحسب (2) ما اقتضاه الحال،
و الله أعلم.
* * *
__________
(1) و 1 نظر ما ذكره ضيخ الإسلام في "منهاج 1 لنة": (1/ 485).
(2) خر 1 ن تقرا: "بحيث".
128

الصفحة 128