كتاب مختصر الصارم المسلول لابن تيمية - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد

ما إهانة الرجل من يعتقد وجوب كرامته كالوالدين ونحوهما؛ فلأنه
لم يهن من كان الانقياد له والاكرام شرطا في إيمانه، وإنما أهان من
إكرامه شرط في بره وطاعته.
وجانب الله ورسوله إنما كفر فيه؛ لانه لا يكون مؤمنا حتى يصدق
تصديقا يقتضي الخضوع والانقياد، فحيث لم يقتضه لم يكن ذلك
التصديق إيمانا.
أما جواب الشبهة الثانية فمن ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه يلزم على قولهم هذا أن من تكلم بسائر أنواع الكفر
والتكذيب والجحود يجوز أن يكون مؤمنا في نفس الامر! وهذا لا يقوله
إلا من خلع ربقة الاسلام من عنقه.
ثانيها: ان الذي عليه اهل السنة والجماعة ان ما قي القلب من
المعرفة لا ينفع العبد مالم يتكلم بالإيمان، فالقول من القادر عليه شرط
في صحة الايمان، فأهل السنة مطبقون ان الايمان قول وعمل.
ثالثها: قال الله تعالى: < من نبقرادله من بعد لمنهء لامن أتحره
وقلب! مطمينم بالايفن ولاكن من شرح بالكقر صددى فعليهم غضب مف ألله
ولهم عذ الث عظيم %!) [ا لنحل / 6 0 1].
فالمعنى: أن من تكلم بكلمة الكفر فعليه غضب من الله وله عذاب
عظيم، وأنه كافر بذلك إلا من اكره وهو مطمئن بالإيمان، ولكن من
شرح بالكفر صدرا من المكرهين فانه كافر أيضا، فصار كل من تكلم
بالكفر كافرا إلا من أكره، فقال بلسانه كلمة الكفر، وقلبه مطمئن
بالإيمان.
13

الصفحة 13