كتاب مختصر الصارم المسلول لابن تيمية - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد

أما الكتاب، فمواضع (1):
أحدها: قوله تعالى: < قملو) الذلرن لايؤمنون بالله ولايا ليو! ا لأخر)
الاية [التربة/29] فأمر بقتالهم إلى أن يعطو الجزية وهم صاغرون، فلا
يجوز تركهم إلا ذا كانوا صاغرين حال إعطائهم الجزية، ومعلوم أن
إعطاءهم الجزية من حين بذلها والتزامها إلى حين تسليمها وإقباضها،
وإذا كان الصغار حالا لهم في جميع المذة، فمن سحث الله ورسوله
فليس بصاغر؛ لان الصاغر: الحقير، وهذا فعل متعزذي مراغم.
قال أهل اللغة: الصغار: الذل والضيم.
الموضع الثاني: قوله تعالى: لله وعند رسوله ت > إ لى قوله: < وإن بمثوا أئمنهم من بعد عقدهئم وطعنو فى
ديم ققتفوا أبثة ألكفر) الاية [التوبة/ 7 - 12]. نفى سبحانه ان يكون
لهم عهد إلا ما داموا مستقيمين لنا، فعلم أن العهد لا يبقى للمشرك إلا
ما دام مستقيما، ومعلوثم أن مجاهرتنا بالوقيعة في ربنا ونبينا وكتابنا
ودلمحننا يقدح في الاستقامة، كما لو حاربونا، بل ذلك أشد علينا إن كنا
مؤمنين، فانه يجب علينا ن نبذل دماءنا و موالنا حتى تكون كلمة الله
هي العليا، ولا يجهر في ديارنا بشىء من أذى الله ورسوله، يوضححه
قوله: [التوبة / 8] /
أي: كينث يكون لهم عها ولو ظهروا عليكم لم يرقبوا الرحم ولا
العهد! فعلم أن من كانت حاله أنه ذا ظهر لم يرقب ما بيننا وبينه من
العهد، لم يكن له عهد، ومن جاهرنا بالطعن في ديننا كان ذلك دليلا
__________
(1) " ا لصار م ": (2/ 2 3 - 7 5).
36

الصفحة 36