كتاب مختصر الصارم المسلول لابن تيمية - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد

الله؛ لانه واسطة بين الله وبين الخلق، ليس لاحد منهم طريق غيره،
وقد أقامه مقام نفسه في أمره ونهيه، وإخباره وبيانه، فلا يجوز أن
نفرق (1) بين الله ورسله في شىء من هذه الامور.
وايضا: فإنه فرق بين أذى الله ورسوله، وبين أذى المومنين
والمومنات، فجعل هذا قد احتمل بهتانا وإثما مبينا، وجعل على ذلك
لعنته في الدنيا والاخرة، وأعد له العذاب المهين، ومعلوم أن أذى
المومنين قد يكون فيه الجلد فيكون من كبائر الاثم، وليس فوقه إلا
الكفر والقتل.
وايضا: فانهم (2) لعنهم، واللعن: الابعاد عن الرحمة، ولا يطرد
من رحمته في الدنيا والاخرة إلا الكافر، فلا يكون محقو ألدم، بل
مباحه؛ لأن حقنه رحمة عظيمة، يؤيده قوله: < ملحونين أتنماثقفو [
أخذوا وقتلوا تفتيلالإبمفئ> [الاحزاب/ 61].
يوبده: أن سائر من لعنه الله في كتابه؛ إما كافر أو مباج الدم.
فان قيل: يرد عليك قوله: < إن الذين يرمويت المحصتت القفنت المؤمنت
لعنوافى الديخاوالأخرء) [النور/ 23] مع أن مجرد القذف ليس بكفر.
فجو] به من وجوه:
أحدها: أن هذه الاية نزلت في عائشة - رضي الله عنها - قاله ابن
__________
(1)
(2)

في "الصارم": "يفزق" والرسم والمعنى يحتمل الضبطين.
كذا، والاصج: "فإنه " كما في "الصارم ".
44

الصفحة 44