كتاب مختصر الصارم المسلول لابن تيمية - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد

رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت على أهلي إلا
خيرا. . . " الحديث.
وفيه: فقال سعد بن معاذ: "أنا عذرك منه، إن كان من الاوس
ضربتا عنقه " ولم ينكر النبي -لجعم على سعد استيماره قي ضرب أعناقهم.
ولا يرد على ذلك مسطح وحسان وحمنة، وإن كانوا في هل
الإفك، فانهم لم يرموا بنفاق، ولم يقتل النبي أحدا في ذلك السبب،
بل اختلف في جلدهم، فانهم لم يقصدوا أذى النبي! شيرر، ولا ظهر منهم
دليل أذاه، بخلاف ابن 7بيئ الذي إنما كان قصده ذاه.
وأيضا: لم يكن قد ثبت عندهم أن أزواجه في الدنيا هن أزو جه
في الاخرة، وكان وقوع ذلك منهن ممكن عقلا، ولذلك توفف النبي
- صلى الله عليه وسلم - في القصة.
1 لوجه الثاني: أن الاية عامة، وقد روي من غير وجه أن قذف
المحصنات من الكبائر (1)، ثم قد يقال (2): هي في مشركيئ العرب من
أهل مكة، فكانت المرأة إذا خرجت إلى رسول الله مهاجرة قذفها
المشركون من أهل مكة، فيكون ذلك فيمن قذف المؤمنات قذفا
يصدهن به عن الايمان، ويقصد ذئم المومنين لينفر الناس عن الإسلام،
كما فعل كعب بن الاشرف.
__________
(1)
(2)
جاء ذلك في أحاديث كثيرة، منها في "الصحيحين! عن أبي هريرة عن المبي! خ!:
،اجتنبوا السع الموبقات. . ." وعذ منها قذف المحصنات. البخاري رقم (2766)
ومسلم رقم (89).
هو قول ابي حمزة الثمالي الكوفي التابعي.
46

الصفحة 46