كتاب مختصر الصارم المسلول لابن تيمية - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد

وأما قوله: <ومف يغص الله ورسوله- ويتعد حدود؟ يذ! له نارا
خلاصا! هاولم عذاب شهين أصدرو-3حم!) [النساء/ 14]؛ فهي قيمن جحد
الفرائض واستخفث بها، على أنه لم يذكر أنه أعذه له. والعذاب إنما
أعذ للكافرين، فان جهنم لهم خلقت؛ لانهم لا بذ لهم من دخولها (1)
وما هم منها بمخرجين.
وأما هل الكبائر من المؤمنين فيجوز ألا يدحلوها إذا غفر لهم،
واذا دحلوها فانهم يخرجون منها ولو بعد حين.
الدليل السادس: قوله -سبحانه -: < لا ترفعوا اضوتكم فوق صؤت
لنى) الاية [الحجرات/ 2].
فوجه الدلالة: نه - سبحانه - نهاهم عن ر صواتهم فوق صويه،
وعن الجهر له كجهر بعضهم لبعض، لان ذلك قد يفضي إلى حبوط
العمل وصاحبه لا يشعر، وما يفضي إلى حبوط العمل يجب تركه غاية
الوجوب، والعمل يحبط بالكفر لقوله: <ومن يكفز بالإيمن قفد حبط
عم!) [المائدة/ 5] ولا تحبط الاعمال بغير الكفر، لان من مات مؤمنا
لا بذ له من دخول الجنة، ولو حبط عمله كفه لم يدخلها، نعم قد يبطل
بعضها بوجود ما يفسده، كالمن والاذى.
وإذ ثبت أن رفع الصوت والجهر به يخاف منه أن يكفر صاحبه وهو
__________
(1) سها المؤلف في كتابتها، ثم حاول إصلاحها ولم يتبين مراده، فاجتهدت في
اصلاحها.
48

الصفحة 48