كتاب مختصر الصارم المسلول لابن تيمية - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد

ودخل فيهم خزاعة وبنو بكر (1)، ثم إن هذا الرجل المعاهد هجا رسول
الله - على ما قيل عنه - وشخه ذلك الرجل، فلولا نهم علموا أن هجاء
النبي غ! يبو من المعاهد مما يوجب الانتقام منه لم يفعلوا ذلك.
ثم إن النبي جم! ي! هدر دمه لذلك، وهذا نصق في ان المعاهد الهاجي
يباح دمه، ثم إنه أسلم في شعره، ولهذا عدوه من الصحابة، وقوله:
"تعلم رسول الله " دليل على إسلامه، ومع ذلك فأنكر أنه هجاه، ورد
شهادة الذين شهدوا عليه، فإنهم أعداوه، وبينهم حروب وقتال، فلو لم
يكن ما فعله مبيحا لدمه، لما احتاج الى فعل شىءٍ من ذلك.
ثم نه بعد إسلامه/واعتذاره وتكذيبه المخبرين ومدحه لرسول الله،
طلب العفو منه عن إهدار دمه، والعفو إنما يكون مع جواز العقوبة على
المذنب (2)، فعلم أنه كان له أن يعاقبه بعد مجيئه مسلما معتذرا، وإنما
عفا عنه حلما وكرما، مع أن العهد كان عهد هدنة ليس عهد جزية،
والهادن المقيم ببلده يطهر ببلده ما شاء، فلا ينتقض عهده حتى ئحارب،
فعلم أن الهجاء من جنس الحراب و غلظ منه، وأن الهاجي لا ذفة له.
الحديث التاسع (3): قصة ابن أبي سرح، وهي مما اتفق
عليها هل العلم، واستفاضت عندهم استفاضة تغتي عن رواية
__________
(1)
(2)
(3)
فخزاعة في عهده يض، وبنو بكر فى عهد قرل!.ـ
في "الصارم ": "الذنب ".
" الصارم ": (2/ 9 1 2).
59

الصفحة 59