كتاب مختصر الصارم المسلول لابن تيمية - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد

الاحاد (1)، وذلك ان يوم فتح مكة اختبا عبد الله بن سعد بن أبي سرح
عند عثمان بن عفان، فجاء به حتى أوقفه على النبي! ي! فقال: يا رسول
الله بايع عبد الله، فرفع ر سه فنظر إليه، ثلاثا، كل ذلك يأبى، فبايعه
بعد الثلاث، ثم أقبل على أصحابه فقال: "أما كان قيكم رجل رشيد
يقوم إلى هذا حين راني كففت يدي عن بيعته فيقتله "، فقالوا: ما ندري
يا رسول الله ما في نفسك، ألا ومأت إلينا بعينك؟ فقال: "إنه ما ينبغي
لنبي أن تكون له خائنة الاعين " " رواه أبو داود باسناد صحيح، والنسائيئ
كذلك.
وكان قد ندر (2) رسول الله دمه، وكان اخا عثمان من الرضاعة،
فشفع له إلى رسول الله فتركه، وكان ابن أبي سرح هذا قد أسلم ثم ارتذ
ولحق بالمشركين، وكان يكتب لرسول الله الوحي، وكان لما رجع إلى
المشركين يقول لهم: إني لاصزقه كيف شئت، إنه ليأمرني أن أكتب له
الشىء، قأقول له: كذا أو كذا، قيقول: نعم، وذلك أن رسول الله كان
يقول: "عليم حكيم "، قيقول: أو أكتب: "عزيز حكيم" فيقول له: "نعم
كلاهما سواء) " (3).
__________
(1)
(2)
(3)
اخرجه ابو داود رقم (2683، 4359)، والنسائي: (7/ 105 - 106)، والحاكم:
(3/ 45)، والبيهقي: (7/ 40) كلهم من طريق احمد بن المفضل حدثنا اسباط بن
نصر لهمداني زعم الشدي عن مصعب بن سعد عن أبيه به.
والحديث صححه الحاكم وو فقه الذهبي، وصححه شيخ الاسلام والالباني،
انظر "السلسلة الصحيحة " رقم (1723).
في الاصل: "ند" وهو سهو.
انظر "السيرة": (2/ 09 4) لابن هشام.
60

الصفحة 60