كتاب مختصر الصارم المسلول لابن تيمية - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد

وقيل (1): إن فيه نزلت: < ومق طلم ممن فترى! لله كذبا أوقال أوحى
إلي [ولئم يوج إلة شئٌ ومن قال سأنزل معل ما نزل الله] 0 0.) الاية [الاتعام/ 93]
فوجه الدلالة: أنه افترى على رسول الله أنه كان جممقم له الوحي
ويكتب ما يريد ويقره رسول الله على ذلك، وهذا نوع من أنواع الست.
وكذلك لما افترى عليه كاتب اخر مثل ذلك، قصمه الله وعاقبه بأن
اماته، وكلما دفنوه تلفظه الارض (2).
فهذا من أوضح الدلالة أن الله منتقم لرسوله ممن طعن عليه.
فاباحة دم ابن أبي سرح بعد مجيئه تائبا مسلما، وقول رسول الله:
"هلا قتلتموه " ثم عفوه عنه بعد ذلك- دليل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان له ا ن
يقتله وأن يعفو عنه، وهو دليل على أن له أن يقتل من سبه، وإن تاب
وعاد إلى الإسلام.
وصح (3) أن ابن أبي سرح كان قد رجع إلى الإسلام قبل الفتح،
وقال لعثمان: "إن جرمي عظيم، وقد جئت تائبا) " (4)، ثم جاء به إلى
النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد الفتح، وهدوء الناس بعدما تاب، فاراد النبي - صلى الله عليه وسلم - من
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
انظر "تفسير الطبري ": (5/ 268)، و"اسباب النزول ": (ص/ 254)، و"الدر
المنثور": (3/ 55 - 56).
اخرج القصة البخاري رقم (3617)، ومسلم رقم (2781) من حديث أن! - رضي
الله عنه -.
لم يجزم شيخ الاسلام في "الصارم": (2/ 235) بصحته، بل قال: "روي عن
عكرمة. . . " وقال: -"وذكر اخرون أن ابن ابي سرح رجع إلى الاسلام ".
في رواية الواقدي لقصته في "المغازي": (2/ 855).
61

الصفحة 61