كتاب مختصر الصارم المسلول لابن تيمية - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد

المسلمين أن يقتلوه حينئذ، وترئص زمانا ينتظر قتله، ويظن أن بعضهم
سيقتله، وهذا أوضح دليل على جواز قتله بعد إسلامه.
واعلم ن افتراء ابن أبي سرح والكاتب الاخر النصراني على رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -، بأنه كان يتعلم منهما افتراب! ظاهر، فان النبي عذيط لا يكتبه لا ما
انزله الله عليه، ولا يامره ان ييسبت قرأبردا إلا ما أوحاه الله ولا يتصزف
به (1) كيف شاء، بل يتصرف كما يشاء الله تعالى.
ثم اختلف أهل العلم؛ هل كان رسول الله أقره على أن يكتب شيئا
غير ما ابتدأه النبي عشيط بإكتابه، وهل قال له شيئا؟ على قولين:
أحدهما: أن النصرانيئ وابن أبي سرح افتريا ذلك كله، وأنه لم
يصدر منه إقرار على كتابة غير ما (2) قاله أصلا، وانما هما افتريا ذلك
لينفروا الناس عنه.
والقول الثاني: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له شيئا، فيقول له ويملي عليه:
"سميعا بصيرا"، فيكتب: "سميعا عليما"، فيقول له: "دعه" (3)، ونحو
ذلك.
ويكون كل واحد من الحرفين قد نزل، فيقول له: اكتب كذا وإن
شئت كذا، فكل صواب، وقد جاء مصرحا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "انزل
__________
(1)
(2)
(3)
في مطبوعة "الصارم": "ولا ينصرف له" وما في المختصر أصح.
في "الأصل": "على كتابة ما غير ما. . ."ا وهو سهو.
خرجه أحمد: (3/ 245 - 246)، من طريق ثابت عن نس، و خرجه نجحوه في
(3/ 120 - 121) وابن حبان "الإحسان": (2/ 62) من طريق حميد عن نس.
وصححه شيخ الإسلام (2/ 242).
62

الصفحة 62