كتاب مختصر الصارم المسلول لابن تيمية - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد


التصديق بذلك.
وهو -أيضا- استهزاء واستخفاف به؛ لانه يزعم أنه أمر بأشياء
ليست مما أمر به، بل وقد لا يجوز الامر بها، وهذا نسبة [له] إلى
السفة، أو نه يخبر بأشياء باطلة، وهذا نسبة له إلى الكذب، وهو كفر
صريح.
وبالجملة؛ فمن تعمد الكذب على الله، فهو كالمتعفد لتكذيب الله
وأسو حالا، فكذلك الكذب على رسوله كالتكذيب له.
قال شيخ الاسلام (1): "واعلم ن هذا القول في غاية القوة " -وذكر
له أدلة لا يمكن دفعها قوة وكثر\2) - ثم قال: "لكن يتوخه أن يفرق بين
الذي يكذب عليه مشافهة، وبين الذي يكذب عليه بواسطة، مثل أن
يقول: حدثني فلان بن فلان عنه بكذا، فان هذا إنما كذب على ذلك
الرجل، فأما إن قال: هذا الحديث صحيح، أو ثبت عنه أنه قال ذلك
عالما بأنه كذب، فهذا/ قد كذب عليه.
أما إذا افتراه ورواه رواية ساذجة؛ ففيه نظر.
و ما من روى حديثما وهو يعلم أنه كذب؛ فهو حرام، لكن لا يكفر،
إلا أن ينضثم إلى روايته ما يوجب الكفر؛ لانه صادق في أن شيخه حذثه
به، وعلى هذا؛ فمن سبه فهو أولى بالقتل ممن كذب عليه، والتبي جمييه
قد أمر بقتل الذي كذب عليه من غير استتابة، فكذلك الساب وأولى
__________
(1)
(2)
" ا لصار م ": (2/ 333).
ما بين المعترضتين من كلام المختصر.
72

الصفحة 72