كتاب مختصر الصارم المسلول لابن تيمية - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد

الوجه الخامس: ان العقد مع أهل الذمة على أن تكون الدار لنا
تجري فيها حكام الاسلام، وعلى أنهم أهل صغار وذئة، على هذا
عوهدوا وصولحوا، فإظهار شتم الرسول والطعن في الدين ينافي كونهم
ني صغار وذئة.
الوجه 1 لسادس: أن الله فرض علينا تعزير رسوله وتوقيره ونصره
ومنعه واجلاله وتعظيمه، وذلك يوجب صون عرضه بكل طريق.
الوجه السابع: أن نصر رسول الله -شير فرض علينا؛ لانه من
التعزير، وهو من أعظم الجهاد، وقد قال تعالى: < إلاشصحروه فنب
فصره الله > [التوبة/ 40]، بل نصر احاد المسلمين واجب، فكيف بنصر
سيد ولد - صلى الله عليه وسلم -.
الوجه الثامن: أن الكفار قد عوهدوا على أن لا يظهروا شيئا من
المنكرات المختصة بدينهم، فمتى أظهروا شيئا منها عوقبوا؛ فكذلك إذا
أظهروا سبّ الرسول استحقوا عقوبة ذلك، وهي القتل.
الوجه التاسع: أنه لا خلاف بين المسلمين أنهم ممنوعون من إظهار
السبّ، وأنهم يعاقبون عليه إذا فعلوه بعد النهي، فعلم أنهم لم يقروا
عليه، واذا فعلوا ما لم يقروا عليه من الجنايات استحقوا عقوبته
بالاتفاق، وسبّ غير الرسول يوجب جلدهم، فكذلك سبّ الرسول
يوجب قتلهم.
الوجه الماشر: أن القياس الجلي يقتضي أنهم متى خالفوا شيئا مما
عوهدوا عليه انتقض عهدهم، كما ذهب إليه طالفة من الفقهاء، واذا لم
يفوا بما عوهدوا عليه انفسخ عقدهم كما ينفسخ البيع وغيره ذا لم
83

الصفحة 83