كتاب مختصر الصارم المسلول لابن تيمية - البعلي - ت العمران - ط عالم الفوائد

وحكى بعض أصحابنا رواية أن المسلم تقبل توبته -أيضا- في
رواية (1) بأن يسلم ويرجع عن السبّ، كذا ذكره أبو لخطاب في
"الهداية" (2)، ومن احتذى حذوه من المتأخرين، فتلخص أن الاصحاب
حكوا في توبة الساب ثلاث روايات:
- لا تقبل، وهي المنصورة.
- تقبل.
-الثالثة: الفرق بين الكافر والمسلم، فتقبل توبة الكافر دون
المسلم، وتوبة الذمي إذا قلنا تقبل هو أن يسلم، فأما إن أقلع وطلب
عقد الذمة ثانيا (3) لم يعصم رواية واحدة كما تقدم.
وعلى قولنا يخير فيه كالاسير، فتشرع استتابته بالعود إلى الذمة؛
لكن لا تجب هذه الاستتابة رو ية واحدة، وعلى الرواية التي ذكرها أبو
الخطاب فانه إن أسلم الذمي سقط عنه القتل، وعلى قول من يقول:
تجب دعوة كل كافر قد تجب استتابة الذمي (4).
وذكر السامري (5): أن توبة المسلم على روايتين، وتوبة الكافر لا
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
يعني عن الامام أحمد. وفي العبارة شيء بسبب تكرار كلمة "روايةلما ولو اقتصر على
أحدهما لكفى.
(2/ 0 1 1).
يحتمل رسمها أيضا: "تائبا" وما ثبث موافق للصارم: (3/ 563) وهو الاوفق.
"الصارم ": (3/ 69 5 - 0 57).
هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحنبلي ت (616)، "ذيل الطبقات ": (2/
121).
92

الصفحة 92