كتاب المنهج القويم في اختصار اقتضاء الصراط المستقيم

فقام بي حتى أتى داره، فألقت له الوليدة وسادة، فجلس عليها، وجلست بين يديه فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: ما يفرك؟ أيفرك أن تقول: لا إله إلا الله، فهل تعلم من إله سوى الله؟ قلت: لا، ثم تكلم ساعة، ثم قال: إنما تفر أن تقول: الله أكبر؟ أو تعلم شيئا أكبر من الله؟ قال: قلت: لا. قال: "فإن اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضُلَّال". قال: قلت: فإني حنيف مسلم. قال: فرأيت وجهه ينبسط فرحا وذكر حديثا طويلا رواه الترمذي وحسنه.

وفي كتاب الله ما يدل على معنى هذا الحديث، مثل قوله: قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ والضمير عائد إلى اليهود، والخطاب معهم كما دل عليه سياق الكلام.

الصفحة 19