كتاب المنهج القويم في اختصار اقتضاء الصراط المستقيم

وحب العرب من الإيمان، وبغضهم من الكفر وفي حديث سلمان ما يقوي هذا الحديث.
ولما وضع عمر الديوان كتب الناس على قدر أنسابهم، فبدأ بأقربهم فأقربهم إلى رسول الله، فلما انقضت العرب ذكر العجم، هكذا كان الديوان على عهد الخلفاء الراشدين وسائر الخلفاء بعدهم إلى أن تغير الأمر بعد.
وسبب هذا الفضل: ما اختصوا به في عقولهم وألسنتهم وأخلاقهم وأعمالهم، وذلك لأن الفضل: إما بالعلم النافع، وإما بالعمل الصالح، والعلم مبدأه العقل، وهو قوة الفهم، وتمامه قوة المنطق الذي هو البيان والعبارة، والعرب أفهم وأحفظ وأقدر على البيان والعبارة،

الصفحة 71