كتاب المداخل إلى آثار شيخ الإسلام ابن تيمية وما لحقها - أبو زيد - ط عالم الفوائد
ما تزوج ولا تسزى قط لا رغبة عن هذه السنة، ولكنه مثقل
الظهر بهموم العلم والدعوة والجهاد.
* قوته في مواقفه الجهادية، والمغازي الإسلامية، وكسر
شوكة الملاحدة والباطنية، كما في وقعة شالحب - قرية قبلة دمشق
37 كيلا، والكسروان، وموقفه مع "قازان"، حتى وصفت شجاعته
بأنها "خالدية ".
* قوته في حياته الجادة التي لا تعرف الهزل، فضلا عن سافل
الاخلاق من الغيبة والنميمة، فقد كان -رحمه الله تعالى - في غاية
التنزه عنها، وما عرفت له عثرة في شيء من ذلك، وكانت مجالسه
عامرة بالخير لا يجرؤ المغتابون على غشيانها.
* قوته في مواقفه مع الولاة، في النصح والامر والنهي.
* قوته في تعبده، وتألهه، ومداومة الذكر، والاوراد، لا يشغله
عن هذا شاغل ولا يصرفه صارف.
فأين من يظهر القوة في الحق واذا حضرت العبادات تثاقلت
إعضاؤه، وإصيب بالخمول، على حد ما ذكره الامام الشافعي
-رحمه الله تعالي - من العجائب التي شهدها وعذ منها: انه ر ى
مغنيا بالمدينة يعلم الجواري الغناء وعمره "90) " عاما وهو قائم فإذا
حضر وقت الصلاة، صلى وهو جالس - نعوذ بالله من الحرمان -.
*قوته في تفجير دلالات النصوص، وشق الانهار منها،
واستخراج كنوزها، وهذه وحدها تعطي طالب العلم دفعة إلى
إدامة النظر في كتبه وقراءتها مرة بعد أخرى.
23