كتاب المداخل إلى آثار شيخ الإسلام ابن تيمية وما لحقها - أبو زيد - ط عالم الفوائد

ويذكرني في الوصية بالصبر في سبيل الدعوة: أنه لما تخرج
فوج من الجامعة الاسلامية بمدينة النبي -! ؤ- بعد سنة 1385
أعد حفل التخرج وكانت كلمة الأساتذة لشيخنا العلامة الشيخ
محمد الأمين الشنقيطي. المتوفى سنة 1393 - رحمه الله تعالى-
فأخذ في كلمته يوصي بتقوى الله و لصبر على ما يلاقيه الداعي إلى الله
من المشاق، وقال ما محصله: إن طريق الدعوة شاق وطويل،
ومملوء بالشوك والحفر فتسلحوا بالإيمان والصبر والتحمل. . .
إلخ. فكانت وصية وقعت في القلوب موقعا، ثم كان من الحضور
الشيخ / محمد محمود الصواف المتوفى سنة 1413 - رحمه الله
تعالى - فعقب على ما ذكر، وقال ما محصله: إن طريق الدعوة
سهل، ومفروش بالورود والرياحين، والعالم الاسلامي يفتح
ذراعيه لاستقبالكم. . . إلخ. فعقب عليه الشيخ الأمين - رحمه الله
تعالى - بقوله: إذا كان ما يقوله الصواف صحيحا فليرجع إلى
مسقط رأسه العراق داعية إلى الله لينظر ماذا سيلاقيه؟! فضجت
الصالة بالتكبير وانصرف الحضور وهم للأمين شاكرون؟!.
8 - من حياة هذا الإمام التجديدية، ودعوته الإصلاحية، تعرف
معنى التجديد، وأنه قفو الاثر، واحياء السنن، والتوجه مع
الدليل، واصلاح ما رب من حال الا4 مة بالعودة بها إلى الكتاب
والسنة، ولهذا صارت دعوته، ومؤلفاته منارا لأهل الإسلام.
ومن هنا تعرف زيوف الدعوات التجديدية المعاصرة من بعض
من شابتهم لوثة في الفكر والاعتقاد. الدعوة إلى التجديد في
الفقه، والتجديد في الاصول، والتجديد في موازين قبول السنة،
وهكذا من دعوات تهدم الدين، وتضر بالمسلمين.
38

الصفحة 38