كتاب المداخل إلى آثار شيخ الإسلام ابن تيمية وما لحقها - أبو زيد - ط عالم الفوائد

- شرح العقيدة الإصفهانية.
6 - بلغت فتاويه مبلغا عظيما في الفقهيات وتحرير الخلاف فيها
مما شمل جميع أبواب الفقه. وكان أمره في الفتيا عجبا يأتيه
الاستفتاء ويعد الفتوى عليه حالا كأنه قاعد للفتيا يعدها.
الرابعة: مزاياها:
إن كتب شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى - لفتت
أنظار العلماء، فلابد أن يلفتوا النظر إلى مزاياها وخصائصها،
ومنها:
1 - أنه -رحمه الله تعالى - في تاليفه مطبوع قائل لا ناقل، وإنما
النقل عنده؛ للتدليل والإسناد، لا أنه مادة الكتاب؛ ولهذا
يستشعر قارىء كلامه انه كماء منهمر، وغيث منسجم.
2 - ليس له فيها على غير الدليل معول، فلا يستشكل نصوص
الوحيين، بل يستشكل الاراء المخالفة لها بأي من المعارضات
الأربع: المعقول. القياس. الذوق. السياسة فيهدرها، ويخلص
النصوص من شائبة إيرادها؛ ولذا كان في الترجيح والاختيار
ينشد الدليل، ويجرد المتابعة له، ولمدلوله، وأن الحق في
واحد من القولين، وأن كل إنسان عند نفسه مصيب لا أن كل
واحد مصيب، وهذا شأن من ينصر الله ورسوله، ويخاف
مقامه بين يدي الله -تعالى -. وصدق تلميذه الواسطي حين
قال في: "التذكرة والاعتبار": "تستجلى النبوة المحمدية من
دعوته " ولسان حاله ينشد قول أبي محمد بن حزم رحمه الله
تعالى:
47

الصفحة 47