كتاب المداخل إلى آثار شيخ الإسلام ابن تيمية وما لحقها - أبو زيد - ط عالم الفوائد
- رحمه الله تعالى - هو المحدث الشهير، فإن التاريخ إنما ولد
في أحضان المحدثين، ولهذا قال تلميذه ابن عبدالهادي نقلا
عن تلميذه الذهبي: "ومعرفته بالتاريخ والسير فعجب عجيب"
احداثا، ودولا، ورجالا، ومللا، ونحلا.
وقال محمد كرد علي في: "كنوز الاجداد. ص/349":
"ولو لم يكن له إلا: "منهاج السنة " لكفاه على الايام فخرا لا
يبلى، ففيه مثال من علمه وقوة حجته ومعرفته بالملل والنحل،
وإذا قلنا: إنه لم يؤلف نظيره في الرد على المخالفين لأهل السنة؛
لصدقنا كل منصف من اهل القبلة. وكتاب: "منهاج السنة " من
أصح الشهادات على علو كعبه في معرفة الشرع وما تقلب عليه،
وما حاول بعض أهل الاهواء من العبث به، وفيما ورده الموافقون
والمخالفون من صحيح الاراء وبهرجها، وكان عنوان مداركه
الواسعة بتاريخ الاسلام وتاريخ الملل والنحل، ولو ادعينا أنه لم
يأت عالم يعرف ما طرا على الدين ومذاهب اهله فيه ساعة ساعة
ويوما يوما ما قدر احد على رد دعوانا" انتهى.
وصدق من قال:
ليس بإنسان ولا عاقل ... من لا يعي التاريخ في صدره
ومن حوى التاريخ في صدره ... أضاف أعمارا إلى عمره
ولهذين البيتين نظائر في: "الاعلان بالتوبيخ " للسخاوي.
7 - تنوع الفوائد في بحث المسألة الواحدة بالاستطراد التناسبي،
وهذه الميزة لا يقدر عليها إلا كملة الحفظة، وأوعية العلم من
49