كتاب المداخل إلى آثار شيخ الإسلام ابن تيمية وما لحقها - أبو زيد - ط عالم الفوائد

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء
والمرسلين نبينا محمد وعلى صحبه أجمعين، ومن تبعهم باحسان
إلى يوم الذين.
أما بعد: فأقول أنا الفقير الى عفو الله / بكر بن عبدالله أبو زيد
آل غيهب القضاعي، ستر الله عيوبه، وغفر له ذنوبه: لقد بعمني
باعث الوفاء لدين الله نشرا له وذئا عنه، على وصل جهود المصلحين
في نشر الاثار الغراء لمن ألقيت اليه مقاليد العلوم الإسلامية
والالية شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى - وكفى باسمه
غنية عن الإشادة بذكره -سقى الله عهده - وذلك في إنشاء هذا
المشروع العلمي المبارك: "آتار شيخ الإسلام ابن تيمية وما لحقها
من أعمال " أعظم مجدد للملة الحنيفية بعد القرون المفضلة الزكية،
التي تنتهي على رأس المائة الثالثة للهجرة النبوية؛ إذ كان سيفا
ماضيا، وشهابا ثاقبا على كل ما يخالف دين الله وشريعته، فخضد
شوكة الوثنية بعد استشرائها، واكتسح الاهواء المضلة كفرق سباب
الصحابة بعد انتشارها، ومضى إلى الملل الكفرية كالنصرانية فدك
عروشها، وهدم بمعول تبخره شبه المبتدعة وأزالها، وقارع متعصبة
المقلدة والى الدليل ردها، وبعد دعوة الأمة إلى التخفي عن هذه
العمايات والتحذير منها، أخذ يشئد فيها صرح التحفي بأحكام الملة
الإسلامية ونشر لوائها.

الصفحة 5