كتاب المداخل إلى آثار شيخ الإسلام ابن تيمية وما لحقها - أبو زيد - ط عالم الفوائد

والى ما ذكر أشار تلميذه الحافط ابن القيم - رحمه الله تعالى-
في "النونية" فقال في وصف شيخه:
وله المقامات الشهيرة في الورى قد قامها لله غير جبان
نصر الاف ودينه وكتابه ورسوله بالسيف والبرهان
أبدى فضائحهم وبئن جهلهم و رى تناقضهم بكل زمان
و صارهم والله تحت نوال أهول الحق بعد ملابس التيجان
و صارهم تحت الحضيض وطالما كانوا هم الاعلام للبلدان
ومن العجائب أنه بسلاجهم أرداهم تحت الحضيض الدان
كانت نواصينا بأيديهم فما منا لهم إلا سير عان
فغدت نواصيهم بايديتا فلا يلقوننا إلا بحبل أمان
ولهذا حكي عن أبي عبدالله محمد ابن قوام كما في: "الذيل
لابن رجب: 393/ 2" مقولته: "ما سلصت معارفنا إلا على يد
ابن تيمية " انتهى. وهذه تصلح سلفا لما شاع في عصرنا من
قولهم: " أسلمة العلوم ".
وهذا يذكرنا بالمقام المحمود لأبي عبدالرحمن عبدالله بن
مسعود -رضي الله عنه - في حق أخيه في الصحبة والإسلام معاذ
ابن جبل -رضي الله عنه - إذ كان في مجلس عطر بذكر معاذ،
فقال ابن مسعود: "إن معاذا كان أمة قانتا لله حنيفا" فقال بعضهم
الآية: < ن ائزهيم > فقال: "إن الامة: معلم الخير، والقانت:
المطيع، وإ ن معاذا كان كذلك " كما قي " السير: 1/ 451" للذهبي.

الصفحة 6