كتاب الأعياد وأثرها على المسلمين

الله عنه من أشد الصحابة إنكاراً للبدع وهجراً لأصحابها وهو القائل " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ".
فلما لم يجدوا دليلاً صحيحاً على ذلك الاحتفال جعلوه بدعة حسنة، فاضطرهم انتصارهم لهذه البدعة إلى تعسف الأدلة وجعلها في غير مواضعها حيث صرفوها عن معانيها الحقيقية مخالفين بذلك ما جاء عن سلف هذه الأمة، فمتى تحقق أنه بدعة حسبما شهدوا به على أنفسهم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كل بدعة ضلالة" وهي نكرة مضافة تعم كل بدعة فليس في الشرع بدعة حسنة، بل إن البدعة تنافي السنة وتنافي الحسنة.
فلسنا في حاجة إلى مثل هذا الفعل الذي لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من القرون المفضلة التي أثنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصحابة والتابعين وتابعيهم الذين هم خير الناس وأحرصهم على اتباعه صلى الله عليه وسلم.
وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية " ومعلوم أن كلما لم يسنه ولا استحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من هؤلاء الذين يقتدي بهم المسلمون في دينهم فإنه يكون من البدع المنكرات، ولا يقول أحد في مثل هذا: إنه بدعة حسنه " 1.
ومن قال بذلك فقد زعم أنه أتى في هذا الدين بخير مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم، وانه صلى الله عليه وسلم لم يؤد رسالة ربه، وبهذا الزعم خالفوا نص كلام الله عز وجل، حيث قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} 2.
__________
1 مجموع الفتاوى (27/152) .
2 سورة المائدة (3) .

الصفحة 327