كتاب الأعياد وأثرها على المسلمين

فالاتباع هو الميزان الذي يعرف به من أحب حقيقة ومن أدعى ولا ريب أنه يجب تقديم محبته صلى الله عليه وسلم على النفس والمال والولد والناس أجمعين، حيث جاء في الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين" 1.
وقوله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه لما قال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إليّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال صلى الله عليه وسلم: "لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك" فقال عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إليّ من نفسي فقال صلى الله عليه وسلم: "الآن عمر" 2.
ولكن هذه المحبة يجب أن تكون ضمن ما حدده الشارع، بعيداً عن الغلو والإفراط والتفريط فقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله" 3.
وعلامة كون الإنسان محباً للرسول صلى الله عليه وسلم هي اتباع سنته صلى الله عليه وسلم والسير على نهجه ظاهراً وباطناً والوقوف على ذلك، وكلما قل الاتباع نقصت تلك المحبة، فبكمال الاتباع تكمل المحبة والعكس كذلك 4.
__________
1 صحيح البخاري مع فتح الباري، كتاب الإيمان، باب حب الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان (1/58) ، حديث (15) ، وصحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب وجوب محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم (1/67) ، حديث (44) .
2 صحيح البخاري مع فتح الباري، كتاب الإيمان والنذور، باب كيف كانت محبة النبي صلى الله عليه وسلم (11/523) ، حديث (6632) .
3 تقدم تخريجه (235) .
4 انظر: مدارج السالكين لابن القيم (1/39) .

الصفحة 331