كتاب الأعياد وأثرها على المسلمين

القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بدعة، أحدثها البطَّالون، وشهوة نفس اعتنى بها الأكالون. وقد نص على بدعية المولد بجميع صوره 1.
فالمولد إذا بدعة منكرة سواءً احتوى على محرمات من سماع، أو رقص وغيره، أو اقتصر على الاجتماع وإطعام الطعام، والمعروف أن البدعة تزيد ولا تنقص.
قال ابن الحاج بعد ما ذكر أن من جملة البدع المحدثة المولد وأنه احتوى على بدع ومحرمات: فانظر - رحمنا الله وإياك - إلى مخالفة السنة ما أشنعها وما أقبحها وكيف تجر إلى المحرمات، ألا ترى أنهم لما خالفوا السنة المطهرة، وفعلوا المولد لم يقتصروا على فعله، بل زادوا عليه من المحرمات والأباطيل المتعددة 2.
وقد نص على بدعيته جماعة من العلماء المحدثين منهم والمتقدمين 3، ولعل من المناسب أن أختم كلام العلماء في هذه البدعة بفتوى الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - في هذا الشأن والذي جاء فيها بعد نصه على عدم جوازه، وأنه من البدع المحدثة في الدين قوله: وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه أن الله سبحانه وتعالى لم يكمل الدين لهذه الأمة، وأن الرسول عليه الصلاة
__________
1 المورد في عمل المولد للفكهاني (20-22) .
2 انظر: المدخل لابن الحاج (2/10) .
3 منهم: ابن النحاس في تنبيه الغافلين (138) ، والشقيري في السنن والمبتدعات (138-139) ، ومحمد رشيد رضا في الفتاوى (4/1242-1243) ، ومحمد جمال الدين القاسمي في إصلاح المساجد من البدع والعوائد (114-115) ، والشيخ محمد ابن إبراهيم في فتاويه (3/48) ، وما بعدها، وأحمد بن حجر آل أبو طامي في تحذير المسلمين في عن الابتداع (184-190) وغيرهم كثير.

الصفحة 337