كتاب الأعياد وأثرها على المسلمين

بالمظهر السوي الذي اختاره لك رب العزة والجلال، ولا يكون ذلك إلا بتحقيق ما أمر به واجتناب ما نهى عنه فاحرص على ذلك تنل الكرامة والسعادة.
ومن أعظم من أفتتن باتخاذ الآثار أعياداً وأوثاناً الرافضة ولاسيما الآثار التي يزعمون لآل البيت فوضعوا الأحاديث المكذوبة في ذلك، واختلقوا القصص والأساطير على آل البيت ونسبوها إليهم؛ ترويجاً لبدعتهم، ونشراً لشركهم ورتبوا الثواب الجزيل لمن زارها أو تقرب إليها، كل ذلك لإوراء شهوات نفوسهم وملذاتها.
فمما أوردوه في تفضيل الكوفة ما رواه الكليني عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: " مكة حرم الله وحرم رسول الله وحرم أمير المؤمنين عليهم السلام الصلاة فيها بمائة ألف صلاة والدرهم فيها بمائة ألف درهم، والمدينة حرم الله وحرم أمير رسوله وحرم أمير المؤمنين صلوات الله عليهما، الصلاة فيها بعشرة آلاف صلاة والدرهم فيها بعشرة آلاف درهم، والكوفة حرم الله وحرم رسوله وحرم المؤمنين عليهما السلام الصلاة فيها بألف صلاة والدرهم فيها بألف درهم" 1 أهـ.
ولم يكتفوا بذلك بل تطاولوا على الكعبة المسجد الحرام فجعلوا كربلاء أفضل منها. فعليهم من الله ما يستحقون.
كما جاء ذلك عن المفضل في ذكر الكوفة وقيام مهديهم المزعوم فيها، حيث قال له أبو عبد الله على حد زعمه: " يا مفضل إن البقاع تفاخرت ففخرت
__________
1 الفروع من الكافي للكليني، كتاب الحج (4/586) .

الصفحة 457