كتاب مسألة فى المرابطة بالثغور أفضل أم المجاورة بمكة شرفها الله تعالى

تفعل هنا من السماع للمكاء والتصدية في النصف1 وعشر ذي الحجة ونحو ذلك مثل استلام بعض ما هناك من الأحجار فإنه لا يشرع أن يستلم أحد قط إلا الركنين اليمانيين للبيت العتيق ومثل اعتقادهم أن ذلك القدم المصنوع قدم النبي صلى الله عليه وسلم وظن أهل الجهل منهم أنه قدم الله وأشباه هذه الجهالات2.
175- فالزيارة إذا سلمت عن هذه البدع وغيرها كانت شرعية والسفر إلى الثغور للرباط أفضل منها، والعدول3 عن الفاضل إلى المفضول مع استوائهما غير محمود.
__________
2 راجع: "اقتضاء الصراط المستقيم" (1/427) .
الوجه الثالث من الأدلة
176- الوجه الثالث: أن من الناس من يقصد المجاورة ببيت المقدس ويدع المجاورة بالثغر الذي هو قريب منه!!
وهذا الباب من أفضل الأفضل وأجلها وهو فرض على الكفاية ومعلوم أن هذا أعظم خسرانا، وأشد حرمانا، وأبعد عن اتباع الشريعة؛ فإن المجاورة بالحرمين قد يتعسر عليه ذلك دون المرابطة لاختلاف المكانين.
177- أما مع تفاوت المكانين فالعدول عن هذه إلى هذا؛ يعني لا
__________
3 في الأصل: "والمعدول"!!

الصفحة 69