كتاب تحقيق النصوص ونشرها

التعقيدات الطباعية:
والأمر في كل ما سبق راجع إلى ذوق الناشر وحذقة وترفقه بالقارئ الذي ينفر من التعقيدات الطباعية التي لا تفهم إلا بالعسر؛ فلا ريب أن للطباعة معاظلات كمعاظلات الكلام، تؤلم القارئ كما تؤلم تلك السامع.
ومن ذلك ما جرى عليه بعض فضلاء الناشرين من أن هذا التغيير الطباعي:
معناه أن الكلمة "نعم" وضعت في المتن عن نسخة: "م" وإن كانت ساقطة من نسخة: "ن".
وأن هذا التغيير الطباعي معناه أن كلمة "تكاد" ناقصة من نسخة: "ن"، ومأخوذة من: "م، ب".
ولا ريب أن استعمال هذه التغييرات يخرج بالقارئ عن تفهم النص إلى محاولة حل هذه الرموز.
ومما عثرت عليه من تعقيد الأرقام ما صنعه أحد ناشري أخبار أبي تمام من الإشارة إلى الأرقام بحروف تحاكي الحروف الرومانية المستعملة في الترقيم، فالحرف "ا"= 1، و"هـ"= 5، و"ي"= 10، و"ن"= 50، و"ق"= 100، و"ث"= 500، و"غ"= 1000. ومعنى ذلك أن الرقم 896 يترجم بهذه الحروف "اهـ ق ي ق ق ق ث". وليست هذه الطريقة بمحتاجة إلى تعليق، وليست إلا انسياق نائما وراء بعض الأروبيين الذين يرمزون للواحد بالحرف: " I" وللخمسة بالحرف: "V"، وللعشرة بالحرف: "X"، وللخمسين بالحرف: "L"، وللمائة بالحرف: "C". فالرقم 187 عندهم =

الصفحة 83