كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب (اسم الجزء: 1)

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ [١] عَنْ مَيْسَرَةَ الأَشْجَعِيِّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أبى هريرة: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ ٣: ١١٠ بِمَعْنَى أَنْتُمْ خَيْرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ٣: ١١٠، قَالَ: خَيْرُ النَّاسِ لِلنَّاسِ، يَجِيئُونَ بِهِمْ فِي السَّلاسِلِ يُدْخِلُونَهُمْ فِي الإِسْلامِ. وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ قَالَ أَيْضًا: كَانُوا خَيْرَ النَّاسِ عَلَى الشَّرْطِ الّذي ذكره الله تعالى، تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ٣: ١١٠. وَجَاءَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ سرَّه أَنْ يَكُونَ مِنْ تِلْكَ الأُمَّةِ فَلْيُؤَدِّ شَرْطَ اللَّهِ فِيهَا.
وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: كُنْتُمْ بِمَعْنَى أَنْتُمْ، وَالْكَافُ صِلَةٌ وَقَالَ آخَرُونَ:
كُنْتُمْ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ، وَهُوَ الذِّكْرُ، وَأُمُّ الْكِتَابِ. وَاسْتَدَلُّوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى [٢] : «وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ ... ٧: ١٥٦ إِلَى قَوْلِهِ: وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» ٧: ١٥٧.
وَرَوَى ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكِ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: لَمَّا دَخَلَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِالشَّامِ نَظَرَ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَقَالَ:
مَا كَانَ أَصْحَابُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ الَّذِينَ قُطِّعُوا بِالْمَنَاشِيرِ وَصُلِبُوا عَلَى الْخَشَبِ بِأَشَدِّ اجْتِهَادًا مِنْ هَؤُلاءِ. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ.
---------------
[١] في ى: شقيق.
[٢] الأعراف آية: ١٥٦

الصفحة 11