كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب (اسم الجزء: 4)

أبلغ به ميتًا فإن [١] تحية ... مَا إن تزال بها النجائب تخفق
مني إليه [٢] وعبرة مسفوحة ... جادت بواكفها وأخرى تخفق
هل يسمعن النضر إن ناديته ... بل [٣] كيف تسمع ميتًا لا ينطق
ظلت سيوف بني أبيه تنوشه ... للَّه أرحام هناك تشقق
صبرًا يقاد إِلَى المنية متعبًا ... رسف المقيد وَهُوَ عان موثق
أمحمد ولدتك صنو نجيبة [٤] ... من قومها والفحل فحل معرق
مَا كَانَ ضرك لو مننت وربما ... من الفتى وَهُوَ المغيظ المحنق
النضر [٥] أقرب من أسرت قرابة ... وأحقهم إن كَانَ عتق يعتق
فلما بلغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك بكى حَتَّى أخضلت الدموع لحيته، وَقَالَ: لو بلغني شعرها قبل أن أقتله لعفوت عنه. ذكر هَذَا الخبر عَبْد اللَّهِ بْن إدريس فِي حديثه. وذكر الزُّبَيْر، وَقَالَ: فرق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهَا حَتَّى دمعت عيناه، وَقَالَ لأبي بكر: يَا أبا بكر، لو كنت سمعت شعرها مَا قتلت أباها.
قَالَ الزُّبَيْر: وسمعت بعض أهل العلم يغمز أبياتها هذه، ويذكر أنها مصنوعة، وضرب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنقه وعنق عقبة بْن أبي معيط صبرًا يوم بدر.
---------------
[١] السيرة: بأن.
[٢] السيرة، أ: إليك.
[٣] السيرة، والإصابة: أم كيف يسمع ميت.
[٤] السيرة: أمحمد يا خير ضنّ كريمة في ...
[٥] أ، والسيرة: فالنضر.

الصفحة 1905