كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب (اسم الجزء: 1)

وقال أبو عمر: إنما نسب قتل الحسين إلى عمر بن سعد لأنه كان الأمير على الخيل التي أخرجها عبيد الله بن زياد إلى قتال الحسين، [وأمر عليهم عمر ابن سعد] [١] ، ووعده أن يوليه الري إن ظفر بالحسين وقتله، وكان في تلك الخيل- والله أعلم- قوم من مضر [٢] ومن اليمن.
وفي شعر سليمان بن قتة الخزاعي. وقيل: إنها لأبي الرميح [٣] الخزاعي ما يدل على الاشتراك في دم الحسين، فمن قوله في ذلك [٤] :
مررت على أبيات آل مُحَمَّد ... فلم أر من أمثالها حين حلت
فلا يبعد الله البيوت وأهلها ... وإن أصبحت منهم برغمي تخلت
وكانوا رجاء ثم عادوا رزية [٥] ... لقد عظمت تلك الرزايا وجلت
أولئك قوم لم يشيموا سيوفهم ... ولم تنك في أعدائهم حين سلت
وإن قتيل الطف من آل هاشم ... أذل رقابا من قريش فذلت [٦]
وفيها يقول:
إذا افتقرت قيس جبرنا فقيرها ... وتقتلنا قيس إذا النعل زلت
وعند غني قطرة من دمائنا ... سنجزيهم يومًا بها حيث حلت
ومنها أو من غيرها:
ألم تر أن الأرض أضحت مريضة ... لفقد حسين والبلاد اقشعرّت
---------------
[١] الزيادة من أ، ت.
[٢] في ى: مصر. وفي ت من بنى مضر. والمثبت من أ.
[٣] نسبت هذه الأبيات إلى أبى دهبل الجمحيّ في معجم البلدان (مادة طف) .
وفي هوامش الاستيعاب: بخطه الزميج، وصوابه: لأبى رمح.
[٤] في ياقوت: فلم أرها أمثالها.
[٥] في ياقوت:
وكانوا غياثا ثم أضحوا رزيه
[٦] في ياقوت:
ألا إن قتلى الطف من آل هاشم ... أذلت رقاب المسلمين فذلت

الصفحة 394